الكورونا : المعادلة شبه المستحيلة بين الاجتماعي والاقتصادي؟

اللقاء الحواري الاول لجمعية نشاز زمن الكورونا


عقدت جمعية نشاز يوم الاربعاء 29 افريل 2020 اول لقاءاتها الحوارية عبر النات بسبب الحجر الصحي الالزامي.

وكان عنوان اللقاء متصلا بالوضع غير المرتقب ومستجداته التي هزت جميع بلدان العالم وبعثرت حسابات جميع الحكومات وخاصة تلك المتحكمة بمصير العالم. « الكورونا : المعادلة شبه المستحيلة بين الاجتماعي والاقتصادي؟ » هو العنوان الذي دعونا للتحاور بشأنه السيدين الطاهر عبد السلام الاستاذ الجامعي والباحث في المجال الاقتصادي وماهر حنين استاذ الفلسفة والباحث في ميدان العلوم الاجتماعية.

وقد تمحور الحوار حول الاسئلة الرئيسية التالية :

  • كيف يمكن توصيف الوضع الناجم عن انتشار جائحة الكورونا في العالم وفي تونس ؟
  • كيف كانت ادارة ازمة الكورونا من طرف الحكومة التونسية ؟
  • اي دور اقتصادي واجتماعي للدولة التونسية للخروج من الازمة وبعدها ؟

وتناولت المداخلات الجانبين الاقتصادي والاجتماعي لتداعيات الازمة حيث بين الطاهر عبد السلام ان مخلفات الحجر الصحي الاجباري وشبه التعطل العام و الكلي للاقتصاد العالمي  ليسا سوى الوجه السافر للازمة الهيكلية للرأسمالية في طورها النيوليبرالي وان العودة الى دور الدولة لمواجهة الازمة قد التجأت اليه الرأسمالية في كل مراحلها وكل ما دعت الضرورة الى ذلك وسرعان ما تتخلى عنه عند تجاوز الخطر. كما بين ان لعب الدولة لدورها التعديلي بإعادة توزيع الثروة الوطنية وتحقيق العدالة الاجتماعية في ظل نظام ديمقراطي مرهون بمدى قدرة القوى الاجتماعية والسياسية على التجنيد والمقاومة. ومن ناحيته تعرض ماهر حنين الى التداعيات الاجتماعية للازمة التي عمقت الهوة بين الطبقات والفئات الاجتماعية وخاصة منها المهمشة وغير المرئية وانه لا يمكن الحديث عن اية مساواة امام جائحة الكورونا. فالفئات الهشة الخارجة عن دائرة التنمية وعن اهتمامات الدولة لم تكن قادرة على حماية نفسها باحترام الحجر وتطبيق قواعد التباعد الجسدي لان جائحة الفقر والجوع اخطر بالنسبة لها من اي فيروس آخر. ويتفق المتدخلان على ان افق الخروج من الازمة لن يكون بالأمر الهين بل قد نشاهد حراكا اجتماعيا اعنف مما عرفته البلاد الى حد الآن اذا لم تتخذ التدابير اللازمة والسريعة على كل المستويات الاقتصادية منها والاجتماعية وإذا لم تدفع كل القوى الديمقراطية السياسية والمجتمع المدني بهذا الاتجاه.

Show More
Close