أكاديمية الشباب للحقوق المدنية والسياسية
دورة الفقيدة "نجيبة الحمروني" - 12-13-14 أكتوبر 2018
لم يعد الإقرار بتعدّد أشكال الحضور الحركي والإحتجاجي للشباب في تونس منذ 2011 محل خلاف بين المحللين و الفاعلين المدنين و السياسيين فالتحولات التي شهدها ويشهدها الشارع التونسي ما انفكت تتسارع في وتيرتها و أشكالها و مجالاتها الجغرافية و محاورها فقضايا التنمية و التشغيل و الحريات الفردية و مقاومة الفساد شكلت رافعة لحملات وتحركات شبابية عانقت التألق و النجاح في محطات هامة خلال السنوات اللاحقة علي سقوط الاستبداد.
وقد طرح الدور المتميز للشباب في هذه الحركات الاحتجاجية الصاعدة وكذلك دوره صلب المجتمع المدني و حركة التغيير الاجتماعي والسياسي علي الفاعلين التقليدين تحديات جدية بالنظر إلي تعقد هذه الحالة الاحتجاجية الجديدة وخروجها عن البارايدغمات المعتادة أو من جهة قوتها و تأثيرها وحدودها وحتى مآزقها و إخفاقاتها إلي حد أصبح فيه التساؤل عن مدي قدرتها علي تحقيق أهدافها الذاتية أو أهداف التغيير الاجتماعي يطرح داخلها وعليها
وبقدر ما تمثل المناصرة و التأطير و الدعم أدوار هامة و جوهرية لمنظمات المجتمع المدني ذات العلاقة العضوية بهذه الحركات أو المنشغلة بها و بدورها الجديد فإن رهانا آخر صار يفرض نفسه هو رهان التكوين و التفكير البعيد المدي في هذه الطاقة الجديدة التي تعتمل في عمق المجتمع و تقاوم من أجل الاضطلاع بدورها في بناء أسس المجتمع الديمقراطي و العادل المنشود بعد الثورة
في هذا السياق تأتي الشراكة بين المنتدى و جمعية نشاز لتنظيم أكادمية شبابية تهدف بالأساس إلى اختيار عدد محدود من نشطاء الحركات الشبابية و الاحتجاجية ( 25 أو 30 سنهم أقل من 35 سنة ) من إقليم جغرافي واحد ( الجنوب الشرقي في دورة 2018 ) وتنظيم دورة تكوينية موّجهة نحو محاور مضبوطة.
وترتبط خصوصية هذا المشروع بما نلمسه يوميا لدي الشباب من حاجة إلي الإلتقاء و التكوين و طرح الإشكاليات و التفكير الجماعي فيها خاصة و أن ملاحقة النشاط اليومي و المهام الميدانية لا تفسح المجال الكافي لذلك فضلا عن حالة الفتور القائمة بين دوائر ومراكز البحث الأكاديمي و الفاعلين الإجتماعيين وخاصة الشباب منهم
ما تهدف إليه الأكاديمية هو توفير فرصة اللقاء بين باحثين و جامعيين و فاعلين لجعل المقاربات النظرية و المنهجية متاحة و في خدمة المهام التعبوية و النضالية للناشطين الشبان مما يساعدهم علي تذليل البعض من الصعوبات التي تواجههم ميدانيا و علي فتح أفق أوسع لفعلهم الميداني عبر التفكير في البدائل و الحلول