مائدة مستديرة : السينما والحياة الجمعياتية، ملتقى بنزرت للسينما بقلم الطاهر الشيخاوي


مائدة مستديرة : السينما والحياة الجمعياتية، ملتقى بنزرت للسينما ، تنظيم جمعية بنزرت للسينما (من 18 الى 21 جويلية 2015)، بالشراكة مع جمعية أفلام (مرسيليا) وجمعية نشاز


بقلم الطاهر الشيخاوي، المندوب العام لجمعية أفلام

تتعدد مشاكل جمعيات السينما سواء كانت جمعيات إنتاج أفلام الهواة أو التي أخذت على عاتقها نشر الثقافة السينمائية كنوادي السينما. سنقف عند الاشكاليات التي تطرح في تونس بصفة خاصة نظرا لتغير السياق السياسي. فما هي إذا المفاهيم وآليات التنظم الجديدة التي يمكن اعتمادها لنواجه التحديات التي تطرحها التغيرات الاجتماعية والثقافية والسياسية والتكنولوجية والتي يشهدها اليوم عالم السينما؟
كانت الجمعيات في وقت مضى تعمل كهياكل بديلة، كبؤر مقاومة وكوسط تستعمل فيه السينما كذريعة يستند اليها الخطاب الاحتجاجي المعارض أو الثوري. اذا تحولت السينما الى ذريعة، يضمحل المضمون، فتفقد السينما ما يؤسسها كفن كما تفقد قوة صداها وطاقة تعبيرها عما يتجاوز المسموح به من قبل السلطة وما يتفق عليه الرأي العام. فتصبح الطرافة موضع ريبة وتشكيك لا سيما أنها تتجاوز ما يستقيم في منظور الفكر الثوري. ولبسط السيطرة على الخطاب كان لا بد من تأسيس « لسياسة » الجمعية كموضع للسلطة المضادة، سياسة تتحول الى التماهي مع السلطة من فرط الارتياب منها والهوس بها.
سبق أن قيل هذا عدة مرات ولكن ربما افتقد القول الى بعض الصراحة تخوفا من الدخول في لعبة العدو. أما اليوم فقد تغير الوضع وتبدد ما كان جاثما فوق صدورنا. لا يعني هذا أن كل شيء أصبح ممكنا ولكننا استعدنا أشكالا من الحرية.
كما تغيرت السينما في طبيعتها، في حدودها، في علاقتها بالفنون الأخرى، في تقنياتها وفي الدور الذي تضطلع به. قد تصعب مرافقة هذا التطور نظريا، الا أن مظاهره تجلت من خلال بعض الآثار السينمائية التي ينبغي علينا أن نعرف بها، أن نعتني بتوزيعها وأن نرافقها وإذا تعلق الأمر بالجمعيات التي تنتج أفلاما، فالمطلوب في هذه الحالة استعمال هذه الآثار لا كمثل يقتدى به بل كعلامات دالة أو إشارات على الطريق. يصبح اذا استعمال الجمعيات كما اعتدناه في الماضي خارجا عن سياق التاريخ. وبما أن السينما تغيرت، فان طرق عملنا يجب أن تتأقلم مع الواقع المتجدد وأن تنفتح على أشكال تنظيم جديدة. ولكن كيف يكون ذلك؟
ما سيكون موضوع نقاش وتواصل حر وشجاع بيننا هو عرض تجاربنا المختلفة مع العودة الى تاريخ بعضها، ثم الاشكاليات التي مازالت تعترضنا بحكم صعوبة التخلص من العادات القديمة، وأيضا صعوبة تجديد مناهجنا عند التعامل مع واقع متغير يستعصي على الفهم.

Afficher plus
Bouton retour en haut de la page