المرفق العمومي للصحة… الكورونا و ما بعد ؟
أصبح معلوما للجميع أنّ جائحة كوفيد 19 قد كشفت بما لا يدع مجالا للشكّ الأحوال المزرية لبُنية الصحة العمومية وما تعيشه من اهتراء التجهيزات وقِدمها، وفقر الإمكانيات الماديّة والبشرية.
والحقيقة أنّها كشفت، من وراء ذلك انحراف الصحة العمومية عن مراميها الأصلية، وهذا الانحراف ليس وليد اليوم بل هو تراكم على مدى العشريات المنقضية عندما بدأ يسود منطق السّوق والخصخصة على حساب مفاهيم الخدمات العامّة.
فهل يمكن أن ننتظر هبّة كبرى من الجميع أمام هول الكارثة وتردّي الخدمات الصحية العامّة إلى هذا المستوى الذي نشهده اليوم « بفضل » فيروس الكوفيد؟
لقد سبق للاندفاع الإرادي الذي أعلنته حكومة الفخفاخ أن فتح نوعا من باب الأمل بيد أنّ الأمل الحقيقي في مكافحة الجائحة يبقى بين أيدي الطاقم الطبّي وشبه الطبّي ورهين تحركاتهم النضالية.
لكن مهما بلغ مستوى روح التضحية ومهارات أطبائنا والعاملين في ميدان الصحة فلن يعوّض غياب سياسة صحية رشيدة ولا أن يكون بديلا لها. فتونس في حاجة إلى خدمات عمومية في خدمة الشعب، وإلى تغطية اجتماعية للجميع، وخيارات لا مركزية حقيقة في توزيع البنية الأساسية الصحية… وفي كلمة، نحن في حاجة إلى رؤية ثورية للصحّة… في بلد الثّورة. ولا بأس أن نحلم قليلا.
ويسعد جمعية « نشاز » في هذا الموعد الثالث مع متابعينا للحديث عن المسألة الصحية في بُعدها الاجتماعي، استقبال:
جوهر مزيد: رئيس الجمعية التونسية للدفاع عن المرفق العمومي للصحة.
زياد بوقرة: عضو بالمنظمة التونسية للأطباء الشبان
تدير اللقاء مريم بريبري: صحفية وناشطة في المجتمع المدني