ندوة الثورة ومسارات اليسار
منذ الثورة، أصبح البلد أشبه بحظيرة شغل كبيرة هجرها مقاولوها، وهو ما أفضى إلى :
- عملية البناء عسيرة ومضنية أفضت إلى دستور شبه معلّق في الفراغ الفيزيائي، يعسر إنزاله إلى أرض الواقع، فلا هو مطبّق ولا هو قابل للتطبيق.
- إعادة تشكّل الكيانات الحزبية تشتغل بمبدإ التشتّت والانقسام ثمّ العودة إلى تجميع مؤقّت فالانقسام من جديد. وحتى الكيان الوحيد الذي لم تطله هذه الظّاهرة فيعود الفضل في ذلك إلى بقائه يترّك في نفس المكان. وحتّى الجبهة الشعبية التي بقيت متماسكة، فالفضل في ذلك يعود إلى بقائها تدور في مكانها ولا تتقدّم خطوة.
- ظهور تحرّكات اجتماعية محلية أخذت أشكالا جديدة في مقاومة سياسات التراجع عن المكاسب أو الفراغ السياسي في بعض الحالات نتيجة تراجع الدّولة عن الاضطلاع بدورها الاجتماعي والاقتصادي في عديد المناطق والمجالات. لكنّ هذه الحركات الجديدة على أهميتها كشفت عن وجه آخر بالنسبة للعديد منها : فهي أحيانا حريصة على استقلاليتها إلى حدّ القطيعة مع بقية الحركات الأخرى، ومتفاوتة البقاء والديمومة؛ وقد تندثر في بعض الأحيان أو تسقط في الجهويات أو يقع توظيفها من أطراف لا علاقة لها بقضاياها الحقيقية.
أنّ الانطباع السائد أنّ البلاد تعيش حالة ضبابية، وتقف أمام مستقبل مجهول، وتعوزها القدرة على اتخاذ القرارات الحاسمة…
فالزّمن ليس زمن التقييمات بل تقوية قدرات المقاومة المتعدّدة الأوجه للمجتمع المدني ضدّ عوامل التقهقر والعود إلى الوراء.
في ظلّ الأوضاع التي أتينا على ذكرها، نسعى هنا إلى تسليط الأضواء على وضعية اليسار في هذا السياق بخاصة على الاختلال بين اليسار القديم و التعبيرات الاجتماعية والثقافية الجديدة…
هذا الاختلال يتجلّى في مستويات ثلاثة : ظهور نوع من التصادم بين المنحى المحافظ، أحيانا، لليسار المؤسساتي لما بعد الثورة مجسّدا في الجبهة الشعبية والحركات الصاعدة في البلاد، سواء الحركات الاجتماعية الجديدة أو الشبابية أو الباحثين أو وسائط الإعلام البديلة…
أظهرت الوقائع أن الشرخ الحاصل بين المناطق (ترابيا) قد نجمت عنه جغرافيا جديدة للتحركات الاجتماعية ما زالت في طيّ غير المفكّر فيه : ففي المناطق الأكثر حرمانا تستأثر الشعبوية بحظوظ أوفر من حظوظ « التحريض-و-الدعاية » التقليدية…
لقد ترتّب عن ممارسة السياسة المجرّدة من بعدها الفكري تصحّر اليسار الذي يتقلّص تأثيره رغم بعض النجاحات ولتبقى منه خاصة القيادات وقدماء المناضلين وأنصار متفرّقين.
إنّ هذه المعاينات، على عدم شموليتها وانطباعيتها، هي التي دفعتنا إلى دعوة عدد من النّاشطين اليساريين من مختلف المشارب والأجيال من أجل فتح نقاش حول المواضيع التالية المتصلة بمصير اليسار التّونسي ومستقبله القريب والبعيد.
برنامج الندوة
السبت 16 ديسمبر 2017
الإفتتاح : ماهر حنين عن جمعية نشاز س 9 و30 د
الجلسة الأولي : س 10 – س 11 و30د
اليسار قبل الثورة، بين معركة الحريات والحركات الاجتماعية
رئيس الجلسة : عدنان بن يوسف
- اليسار والتحالفات السياسية : تجربة 18 أكتوبر نموذجا
هشام عبد الصمد، باحث في التاريخ
- إنتفاضة الحوض المنجمي 2008 : الدلالات و الدروس
عدنان الحاجي، نائب يساري في مجلس نواب الشعب
الجلسة الثانية : س 11 و 45 د – س 13 و 30 د
رهانات ما بعد الثورة
رئيس الجلسة : عماد الملّيتي
- تأملات حول الإنتقال الديمقراطي
رضا الشنوفي، أستاذ الفلسفة السياسية
- المسألة الإجتماعية و إستعصاء التحوّل
بكار غريب، أستاذ علم الاقتصاد وكاتب
الأحد 17 ديسمبر 2017
الجلسة الثالثة : س 9 و30 د – س 11
اليسار و الحكم
رئيسة الجلسة : جنان الإمام
- شهادة عن وتجربة مشاركة في الحكم
لطيفة لخضر، مؤرخة ووزيرة ثقافة سابقة
- لماذا نرفض المشاركة في الحكم حاليّا
أيمن العلوي، نائب في مجلس نواب الشعب عن الجبهة الشعبية
الجلسة الرابعة : 11 و 30 د – س 13
مائدة مستديرة حول اليسار وحركات المقاومة الجديدة
برئاسة رجاء الدهماني
- مالك الصغيري، مبرز في التاريخ وناشط في حركة مانيش مسامح
- سليم بن يوسف، باحث في العلوم السياسية
- مجد مستورة، فنان وناشط مدني