ورشة « أقلام وحدود » بتاجروين. نداء للمشاركة بقلم فتحي بالحاج يحيى
ورشة الكتابة مغامرة ارتأينا خوضها لما توفّره من متعة اللّقاء بالكلمات والتحاور معها في محاولة سعيدة أحيانا لتطويعها أو بائسة أحيانا أخرى…
كان بالإمكان أن نطلب كتابات مفتوحة على الهواء، دون أيّ ضابط مسبق ودون وضع « حدود » لمجال الإبداع في فنّ الكتابة. وهو أمر ممكن. لكن بما أنّنا أمام تجربة أولى فقد آثرنا رسم علامات أو ضبط موضوع، كما يقال، استفزازا منّا لمخيلة النّاشئة من كتابنا مع حرصنا على أن يبقى هذا « الموضوع » أو « المفهوم » أو « مساحة التدخّل » مفتوحا بدوره على أكثر من ممكن.
إنّها « الحدود » بكلّ ما تحمله هذه الكلمة من معان وكلّ ما يمكن أن تحملنا إليه من مسافات بعيدة أو قصيرة. في اللّغة الفرنسية نقولFrontières ، وهي في معناها الأوّل « جبهات » اكتسبت معناها تاريخيا من غياب الرّسم الترابي وحضور العسكر المتقدّم أو القبائل الموالية إعلانا على أطراف الممالك والإمبراطوريات.
ثمّ توسّعت دلالة الكلمة لتأخذ مفهوم الحدّ limite الذي يضعنا مع لعبة شيقة في اشتقاق المعنى ورديفه أو المعنى وضدّه، وفي أخذه بمعنى الحاجز الذي يسدّ الأفق، ويحرم من حرية التنقّل، ويجعل من الآخر غريبا وعدوّا أو بمعنى التجاوز والرّحيل إلى ما وراء العتبات الممنوعة والمجازفة بتخطّي العقبات.
المعنى الترابي-الواقعي وحده يفتح على أكثر من مجال.
بيد أنّ المعاني المجازية، النفسية منها والفلسفية وغيرها، تختزن بدوها طاقة إبداعية لا محدودة في علاقة الثابت بالمتحرّك، ومساءلة الأنا نسبة للآخر، والكشف عن مناطق الظلّ والضياء في النّفس أو خارج الذّات، ومناطق التماسّ بين العوالم الحميمية والعوالم الخارجية ألخ. وقد نضيف موقع الفرد من الأسيجة التي يحيطه بها المجتمع والعادات والتّقاليد.
هكذا نرى مدى قابلية هذه الكلمة لاكتساب معان متباينة بمجرّد انتقالها من سجلّ إلى آخر.
فالمطلوب إذن المسارعة إلى أقلامكم لإلباس الكلمات مهجة الأفكار وتحريكها على أنساق إيقاعاتكم الداخلية، ولكم أن تختاروا الجنس الأدبي الذي يوافق هواكم : شعر، نثر (أسلوب قصصي، تقريري، خيالي أو واقعي ألخ) وأن توافوا بها منشّطي الورشة الذين سيختارون منها ما سوف يكون موضوع النقاشات التي ستشاركون فيها في إطار ورشة الكتابة المقرّرة من 29 أكتوبر الى الفاتح من نوفمبر بمقهى مسرح الجنوب بتاجروين أين ستقضّون الأيام الثلاث في ضيافة المركز.
بالنسبة للغة الكتابة فإنّ الأمر يبقى اختياريا بين العربية والفرنسية والدّارجة التونسية. وسوف لا تقسّم الورشات بين كتاب العربية وكتاب الفرنسية بل حسب النّصوص لأنّ في الأمر محاولة تفكير في فعل الكتابة تجاوزا للحدود بين اللّغات.
المشاركة مفتوحة للشابات والشبان الذين تتراوح أعمارهم بين 16 و 25 سنة. بالنسبة للمشاركين دون سن 18 يشترط أن يكونوا قاطنين بمدينة تاجروين لتعذّر إيوائهم بمقهى مسرح الشمال لأسباب قانونية. أما من تتجاوز أعمارهم 18 سنة، يمكن أن يكونوا قاطنين بمختلف مناطق الجمهورية بما فيها منطقة الشمال الغربي وتتكفل جمعية نشاز بمصاريف النقل فضلا عن الإقامة.
ترسل الترشحات والنصوص الى العنوان الالكتروني التالي: associationnachaz@gmail.com
ستجدون جذاذة الترشح في صفحة الحدث على الفيسبوك وعلى الصفحة الخاصة بجمعية نشاز :
https://www.facebook.com/events/517969761688664/
https://www.facebook.com/Nachaz-Dissonances-445148138994585/timeline/?ref=hl
نقترح أيضا، إضافة الى الورشة، أنشطة أخرى : عرض شريطين سينمائيين ولقاء مع الكاتب زين العابدين بن عيسى وسهرة سلام slam.