مسألة الميراث في نظر مختلف مكوّنات اليسار
مع:
- أحلام بلحاج
- هيثم المكّي
التاريخ :السبت سبتمبر 2017 على الساعة العاشرة صباحا.
المكان : مقرّ مؤسسة روزا لكسمبورغ
23 نهج يوغرطة، موتيالفيل، تونس
لنتفّق، أوّلا، أنّ استعمال الجمع، بالنسبة لليسار، ليس سوى تأكيد على الاختلافات العميقة بين الفاعلين السياسيين المنتمين إلى صفّ اليسار، وأنّ كلّ محاولة للتنكّر لانتماء هذا الطّرف أو ذاك، باسم رُبّ نقاوة أيديولوجية، يظلّ دون جدوى.
إنّ النّقاش الذي نودّ تنظيمه يهدف إلى الطريقة التي وقع بها تناول مسألة الميراث، فكريا وسياسيا، من طرف مختلف مكونات اليسار، والتصريحات الصادرة عنها، أو الصمت، أو نصف المواقف حيالها. فمنذ مبادرة النائب، المهدي بن غربية، ساد هذا المطلب المركزي، في لائحة مطالب الحركة النسوية، الكثير من الغموض والتشويش والأخذ والردّ.
يكفي التذكير هنا، بالحرج الذي وضع فيه اليسار البرلماني والذي ولّد تبريرات من قبيل « ماهوش وقتو » إلى تصريحات ذات مسحة شعبوية ومحافظة…
ثمّ عاد الارتباك من جديد بعد تصريحات رئيس الدّولة في 13 أوت المنصرم. وسواء كانت وراء هذا التصريح مناورة أو لم تكن، فقد سجلنا، لزمن معيّن، العودة إلى سياسة النّعامة. ولحسن الحظّ، عادت الأمور إلى مجاريها فيما بعد، حيث استعادت الجبهة الشعبية بوصلتها بما ولّد مشاعر الارتياح لدى الجميع.
تبقى، رغم ذلك، مجموعة من الأسئلة تستحقّ الطّرح من نوع : لماذا هذا التعثّر في الخطى والتلكّؤ في اتخاذ مواقف مبدئية واضحة منذ البداية ؟ ولماذا تعتبر قضية المساواة في الميراث مسألة ثانوية في نظر الطرف المفروض فيه أن يكون قبل غيره « حزب المساواة » ؟
أفلا يكون الإشكال كامنا في علاقة اليسار بـ »الشعب »، في هذا الزّمن ما بعد الثّوري، وفي علاقة بما يعتقده الشعب وما لا يعتقد.
هذه المسألة لا تخرج في الحقيقة عن العنوان الكبير لدورتنا لهذه السنة، فهي مسألة « مجتمعية » بامتياز رغم اندراجها في خانة القضايا الاجتماعية.
وحرصا منّا، في جمعية « نشاز »، على فهم أفضل لهذه المسألة، دعونا إحدى أهمّ الشخصيات النسوية التونسية، السيدة أحلام بلحاج، الرئيسة السابقة للجمعية التونسية للنساء الدّيمقراطيات، وهي الجمعية التي حملت، بامتياز، مطلب المساواة في الميراث منذ عقود، وكانت، في أحيان كثيرة، وحيدة في مطالبتها ومسارها النضالي في هذا الباب.
كما دعونا الصحفي والمدوّن، السيد هيثم المكّي، لقدرته على الوقوف على مسافة نقدية من الأحداث، وما يتميّز به من القدرة على النّفاذ إلى ما وراء الكلمات واختراق واجهات الصّورة التي سجن فيها « اليسار القديم » نفسه.
يدير الحوار كالعادة فتحي بن حاج يحيى