التمرّد والمتاهة : شباب اليسار زمن الثورة والشعبوية

التمرّد والمتاهة
شباب اليسار زمن الثورة والشعبوية

ماهر حنين
هشام عبد الصمد

لم يكن من اليسير على اليسار القديم تفكيك عوامل الهزيمة. وليس من البديهي على اليسار الشبابي تقديم تصور ناجز لتجاوزها. فالأوّل يرفض المساءلة ويستأنف فعله بلا وجل كما لو أن شيئا لم يقع. والثاني يتخفى وراء لا مسؤوليته المباشرة ويهرب من الاضطلاع، الآن وهنا، بالمهمات العاجلة وبمقتضيات التصدي للحاضر، تغريه نجاحات يسار العالم كلّه لكنّه يخشى المغامرة. جيلان من اليسار إذن وجها لوجه: جيل يغنيه الحضور المستمر في سطح الأحداث عن فهم ما يجري على الأقل منذ 1102، فهو لا يفكرّ ويكره رؤية وجهه في المرآة؛ وجيل آخر يبحث عن الاعتراف به دون أن يتملك القدرة على انتزاع هذا الاعتراف.
«يسار الشّباب»، «اليسار الشّاب» أو «شباب اليسار»، تعريفات عدّة تؤشّر إلى صعوبة تسمية فاعل منتظر وغائب. لذلك تحدّثنا عن اليسار القادم أو الآتي. وهو موضوع هذا البحث.

Afficher plus
Bouton retour en haut de la page