لقاءات نشاز دورة 2017 : مكافحة العنصرية
غالبا ما يقع التمييز بين المسألة الاجتماعية وبين القضايا « المجتمعية »، وكذلك بين اليسار الاجتماعي وبين يسار الحريات الذي يعتبر، عموما، أكثر ليبرالية وأقلّ انخراطا في الحراك الشعبي والتعبئة الجماهيرية. ونحن نعتقد أنّ القضايا التي تندرج تحت عنوان القضايا « المجتمعية » ليست بأقلّ مكانة من غيرها من كبرى المسائل من حيث اندراجها في قلب الرهانات الاجتماعية. فأوضاع النساء والشباب والجماعات المضطهدة ومصيرهم تمثّل، بنفس المستوى ومصير الفقراء والمعدمين، مكوّنا من مكوّنات هوية اليسار. كما أنّ القضايا المتصلة بالحريات الفردية ليست، كما ساد في ذلك الاعتقاد لزمن طويل، « قضايا اليمين ». فالحرية لا تعني بالضرورة الليبرالية.
اللقاء الأوّل : اليسار والعنصرية
إنّ اليسار، عموما، جزء لا يتجزّأ من النضال ضدّ جميع أشكال التمييز. ونعتقد أن لا أحد يشكّ في ذلك. بيد أنّ هذه قضية من العنصرية نادرا ما تتبوأ موقع الصّدارة في مشاغل اليسار وبرامجه، وقد يصل الأمر أحيانا إلى صدور أصوات ذات مسحة يسارية تنحو نحو التقليل من شأن المظاهر المتكرّرة للعنف العنصري وتنزع إلى الزجّ به في خانة « الأشياء العادية ».ونحن نرمي من وراء هذه اللقاءات والنقاشات المساهمة في إرساء ثقافة ديمقراطية ما زالت تتلمّس خطواتها وتعتريها الكثير من الثغرات بما في ذلك لدى اليسار. وقد تم إفتتاح هذا اللّقاء الأوّل بمقتطفات سمعية بصرية من تحقيق ميداني أنجزته جمعية نشاز حول واقع وتمثلات المتساكنين السّود في كلّ من قابس وقبلي والعاصمة.
بمشاركة آمال فرجي،لطفي غرياني، عبد الكريم راجح، مسعود رمضاني،وفتحي بن حاج يحيى وهشام عبد الصمد.
لمتابعة التسجيل الكامل للتحقيق الميداني الذي أنجزته جمعية نشاز حول واقع الأقليات السّود في كلّ من قابس وقبلي والعاصمة، انظر هنا