ورشة التحليل السينمائي والنقد، ملتقى بنزرت للسينما 2013 : مبنى الدّولة للاريسا صنصور – الحلم الوهم بقلم حمدي المجدوب
الوطن الحلم… الوطن الرّمز… الوطن الافتراضيّ… يمكن ان يكون صناعة من وحي
الصّورة والخيال، ليتلخص في ما يسمّى بمبنى الدّولة.
اعتمادا على هذا التٍّساؤل، وظّفت المخرجة لاريسا صنصور الخيال العلمي والصور المركبة رقميا لصنع فيلم تتلخّص فيها أحلامنا ويتحدّد من خلاله مستقبل أبنائنا دون الخروج عن حلقة النّظام العالمي وتسييره لنا. النّظام الذي يخلق لنا كلّ ما نريده وكلّ ما نبحث عنه لكن في شكل صور وبضاعة، أو بالأحرى صناعة. ربّما ولهذا السّبب يغيب التعبير عن الشخصيّات وتغلب الميكانيكيّة على الحركة. فيصبح الاختيار بذلك إكراها.
قد يدفعنا ذلك لطرح العديد من الأسئلة : هل هذا ما نريده؟ هل هذا ما نحارب من أجله؟
وأرى أنّ هذه التّساؤلات في محلّها، حيث أنّ قضايا الوطن والانتماء حادت تدريجيّا مع مرور الزّمن عن مضمونها الأصليّ لتتركّز في النهاية في بعض الرّموز التقليديّة التي قدّسها التاريخ الفنّي ووظّفتها الحركات السّياسيّة وكلّ أشكال الإرادة في تغيير الواقع. واقع كان ولا يزال في قبضة أصحاب القرار، واقع لم نتمكّن بعد من إنتاج آليّات جديدة لتغييره، واقع قد يجعل من الغد قيد سيطرة قوى قادرة على تخزيننا، إلى جانب ماضينا ومستقبلنا، داخل شقّة بناطحة سحاب يتلخّص فيها مفهوم الدّولة.
مبنى الدّولة
لاريسا صنصور
فلسطين،9 د.، 2012