ورشة التحليل السينمائي والنقد، ملتقى بنزرت للسينما 2015. تواغا لسدريك ايدو : الروح الحالمة بقلم أمل الدجّبي
عندما تشاهد » تواغا » لسيدريك ايدو، ستعرف بالتأكيد أنّ السياسي الثوري الحالم توماس سانكرا مازال حيّا في قلوب سكّان البلاد التّي سماها بوركينا فاسو…بلاد الرجال الصادقين.
استطاع الفيلم، بإدخال مشاهد فنّ التحريك، أن يأخذنا معه في رحلة إلى عالمين، عالم واقعي تجسّد في حياة السكّان في المعيش اليومي و تحدياتهم وعالم خيالي حالم خلقه طفل ذو ثماني سنوات لنعيش معه كل الحكاية.
فنّ الرّسوم كان بالنسّبة للطفل ملجأ للتخّيل. ينزوي في ركنه الصغير ليرى الصور الثابتة تتكلم وتتماهى مع خطابات الزعيم في الراديو حيث لاحظنا التطابق وإلى أي مدى تجنّح مخّيلة طفل فيرى نفسه يطير و يصبح هو بدوره له قدرات تضاهي قدرات الأبطال.
بمكارة الاطفال وبخياطة زيّ بألوان بوركينا فاسو، نقل ما كان يحلم به إلى الحقيقة ونجح في إماطة اللّثام عن ما كان يريده المخرج من تحيّة للثوري سانكارا وما كان يحمله من أفكار تريد التغير و ليعيش ذلك الطفل حلمه.
نشعر بذلك عندما نرى الطفل الصغير في كل مراحل صنع زيّه متفائلا جامحا وعندما نقف عند تحديه لمن كانوا يحتقرونه وشغفه الكبير بكتب رسومه.
لنقل انّ علاقته مع بائع الكتب وأسئلته عن ماهية البطل وماهية المواصفات أكدّت له انّه يمكن أن يتجاوز الواقع و يطير إلى الخيال.
المشهد الاخير يودّع فيه الطفل واقعه ليتصّل بخيال أبدّي لا موت فيه بل فيه كل الحياة وهنا أيضا تجسيد لموت سانكارا كبطل حقيقيّ إنساني إستطاع سيدريك ايدو من خلاله أن يبعدنا تماما عن القداسة لنظّل في روح طفولية حالمة.